تطوير تقنية الفيديو- الفيفا يسعى لدعم الحكام وتعزيز العدالة في كرة القدم

أفاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لـ "الاقتصادية" بأن تطوير التقنيات والتحكيم يمثل جزءاً محورياً من أهداف خطة الفيفا الإستراتيجية الطموحة الممتدة بين عامي 2023 و 2027. وقد شهدت أكثر من 200 بطولة محلية حول العالم تحسينات ملحوظة بفضل تطبيق حلول تقنية الفيديو المساعد (VAR)، التي تقدم دعماً فعالاً لحكام المباريات في إدارة اللقاءات بكفاءة أكبر.
وأكد "فيفا"، الذي يتخذ من مدينة زيوريخ السويسرية مقراً رئيسياً له، أنه يعمل جاهداً على تطوير مجموعة من القوانين والتقنيات الحديثة، مثل تقنية التسلل شبه الآلية المتطورة. كما يواصل الاتحاد جهوده الدؤوبة لتطوير نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) وتحسينه باستمرار، وهو النظام الذي يتم العمل به حالياً في أكثر من 70 دولة حول العالم، منتشرة في جميع الاتحادات القارية الستة.
من جانبه، صرح الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في "فيفا"، بأنه يأمل أن تستفيد كرة القدم العالمية من الخبرات المتراكمة على مر سنوات من تطبيق تقنية الفيديو المساعد، واصفاً إياها بأنها تمثل واحداً من أكبر التحولات الجذرية في تاريخ كرة القدم الحديث.
يجدر الذكر أن نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) قد طُبّق للمرة الأولى بشكل رسمي في مباراة دولية عام 2016، وذلك خلال مباراة ودية جمعت بين منتخبي فرنسا وإيطاليا في شهر سبتمبر من ذلك العام.
في حين كان أول استخدام رسمي لهذا النظام في بطولة كأس العالم للأندية 2016 التي أقيمت في اليابان. وفي وقت لاحق، تم استخدام النظام في كأس العالم 2018 في روسيا، مسجلاً بذلك أول ظهور له في كأس عالم للمنتخبات الوطنية.
وأوضح الفيفا في بيانه أنه يقوم بتقييم دقيق للتجارب الجديدة ويراقب باستمرار استخدام التكنولوجيا في عالم كرة القدم. وأكد التزامه الكامل باستكشاف التقنيات الحالية والناشئة بهدف إحداث تأثير إيجابي ملموس على اللعبة، ولا سيما من خلال مساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصائبة والدقيقة. مع ضمان أن يكون استخدام هذه التقنيات المحتمل فعالاً من حيث التكلفة، ومفيداً، وعملياً في مجتمع كرة القدم العالمي الواسع.
وأشار الفيفا إلى عدم وجود أي شكاوى واردة من الاتحادات الوطنية بشأن تطبيق تجربة تقنية "الفار". وأكد أنه على تواصل دائم مع الاتحادات الأعضاء لتثقيفهم وتوعيتهم حول كيفية استخدام تقنية "الفار" بشكل صحيح وفعال. وفي هذا السياق، عُقدت العديد من الندوات وورش العمل في جميع الاتحادات القارية الستة. كما يستغل الفيفا بطولات الشباب التي ينظمها كمنصة مثالية لتدريب وتأهيل الجيل الجديد من حكام المباريات.
وشدد الفيفا على سعيه الدائم لجعل التكنولوجيا أكثر سهولة في الوصول إليها في عالم كرة القدم، مشيراً إلى أن نظام دعم الفيديو يأتي استجابةً لعدة طلبات ومقترحات قدمتها الاتحادات الأعضاء بهدف إيجاد نظام أكثر فاعلية من حيث التكلفة لدعم الحكام في اتخاذ القرارات الصعبة.
وفي هذا الإطار، قام "فيفا" بتجربة نظام الفيديو المساعد في كؤوس العالم للشباب والنجوم الزرقاء 2024، بالإضافة إلى كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً. وذلك بهدف جمع مجموعة أولية من الخبرات والمعلومات القيمة لتحسين العمليات والإجراءات المرتبطة بنظام الفيديو المساعد، وتعزيز كفاءته وفعاليته.